يقولون إن أصعب فترة فى الزواج تمتد من السنة الأولى و حتى الخامسة حيث تبدأ أمواج الخلاف فى الهدوء و يتطبع كلا الشريكين بصفات الآخر سلباً و إيجاباً , لذا نجد إن أعلى نسبة طلاق تحدث فى هذه الفترة القصيرة من عمر الزواج قبل أن ينضج و تقوى أواصره .
و مع ذلك لا تبدو بواطن العلاقة دائماً كما تبدو ظاهرياً للعيان , فالكثير من الزيجات قد تعبر هذه الفترة المضطربة بسلام ليس بدافع الحب و التفاهم و لكن خوفاً من عواقب الإنفصال , فنجد بيت قائم ظاهرياً متماسك كإطار خارجى يحوط علاقة اسرية و لكنه هش داخلياً مشحون بالتصادم و العناد و البعد العاطفى و الوجدانى , و لا يخفى على الكثير منكن أن الكثير من الزوجات تقنع نفسها داخلياً بأن ما تعانيه من جفوة و حرمان أمر طبيعى (( سنة الحياة :( )) .
فتستسلم للصراع بينها وبين زوجها بل وتحاول جاهدة أن تنتصر عليه ولو برفع الصوت و غلبة الجدال لترضى نفسها و تشبع حاجتها لنشوة السعادة حتى و لو كانت الضريبة زيادة المشاكل و الخلافات !!!
أتعلمين ما المضحك فى خضم هذه المأساة ؟!
أن الحل أبسط و أقرب بكثير مما تتخيلي , كما إن نتيجته أروع و أنفع لجميع الأطراف على المدى الطويل و لكن ما نراه فى المجتمع برمج الكثير من العقول أن الخلاف و البعد بل و البغض هو الأمر الطبيعى و المنتظر بعد الزواج , و أى حياة متزنة عامرة بالحب و الرومانسية هى أشبة بأحلام اليقظة لأى متزوجة :) تسرح فيها أثناء تناول الشاى فى ساعة عصارى بعد يوم مطحون ثم تمصمص الشفاة و لسان حالها يقول (( الله يجازى ال كان السبب ☺ )) .
لنكن واقعيين كثير من الزوجات تساهم بالنصيب الأكبر فى ضياع الحب بتصرفها بأنانية دون أن تشعر, فهى تتمنى أن تحصل على الحب قبل أن تطلبه و تمل سريعاً من تقديمه دون مقابل فتسحب دلائل حبها بدعوى أنه لا فائدة .
قد تشعرإحداكن الآن بالظلم و تردد فى نفسها ((( أنا أنانية ... لا توجد إمرأة تحملت مثلما تحملت أنا فأنا رمز للتضحية و البذل من أجل هذه الأسرة و النتيجة نكران و قلة تقدير :(
أعلم أن البذل و العطاء هو سمة للمرأة ميزها الله بها عن الرجل فالمرأة تستمتع بالعطاء و تعشق تقديم العون و الخدمات للمحيطين بها حتى دون أن يطلب منها و لكن ما أعنيه هنا بالأنانية أمر مختلف تماما عما تظنين عزيزتى من البذل و العطاء !
و حتى لا تختلط عليكِ الأمور سأشرح لكِ ما أعنيه , تمر فترة الخطوبة بحلوها الذى يغلب مرها بسلام و هدوء و تظل الأنثى متمسكه بالصورة التى ظهر بها الخاطب و تعتقد أن ما كانت عليه العلاقة من محاولة إرضاء الخاطب لها ستستمر حتى بعد الزواج فهو يصالح و يحاول كسب رضاها أكثر مما تفعل هى أو حتى بشكل مماثل لما تبذله هى من تسامح و عفو !
بعد مرور فترة من الزواج يبدأ الزوج فى التراجع ليس بسبب جفاء العاطفة و لكن بسبب طبيعته كرجل كان يطارد و يهتم بمحبوبته خارج القفص و يقل شغفه و إهتمامه بعد دخولها عش الزوجية ....
وهنا تشعر الزوجة أن رصيدها قل لدى الزوج و تحاول أن تعامله بالمثل و هى تنتظر أن يعود لسابق عهده و يحاول كسب رضاها , قد ينجح الأمر فى البداية و لكن سرعان ما ينسحب الزوج ويمل من بعد و عناد الزوجة , و فى المقابل تستمر هى فى الشعور بالحرمان من الإهتمام و تترجم ما تشعر به من ضيق و تعاسة بجفاء و شجار على أتفه الأسباب على أمل أن يفهم الزوج ما يجول بخاطرها من إحتياج و يضمها إلى صدره فى حنان و يعتذر عما كان .... صدقينى سيطول إنتظارك و لن تجنى إلا زيادة فى الفجوة بينكما دون أى فائدة :(
إن إعادة إحياء الحب من جديد و بث روح الود و الرحمة و نشر نسيم السعادة و السكينة بين الزوجين مهمة ليست بالسهلة خصوصاً بعد مرور فترة من الفتور و البعد و لكنها ليست مستحيلة كما أنها تستحق المحاولة بعزم و إصرار فلا يوجد أجمل من زوجين متحابين يسعى كل منهما لإسعاد الآخر و يتعامل معه على أنه نفسه التى يآلفها و يحميها بمنتهى الحب و الرعاية دون ضغينة أو تنافس ....
و يتطلب الأمر عدة خطوات للوصول للنتيجة المنشودة , فى البداية سيقع الحِمل عليكِ فى المبادرة و البذل دون انتظار مقابل - لكن لا تيأسى - ربما يطول الأمر و لكن بعد ترميم الشقوق العاطفية سيبدأ زوجك فى إعتياد هذه المشاعر الجديدة و سيقوم هو بدوره بتقديم ألوان من الحب الذى لم تعتادينه ....
لدينا عدة قواعد لإنقاذ الحياة الزوجية سنتكلم عن كل قاعدة و كيفية تطبيقها و أثرها على العلاقة الزوجية فى الأجزاء القادمة إن شاء الله ☺ .
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق