هل الأمر مجرد صدفة ؟ أم هو من سمات النفس البشرية ؟
بعد أن تتزوج المرأة تبدأ فى محو ملامح شخصيتها لتستحوذ على رضا الزوج المصون أو ربما لتثبت له أن التشابه بينهما قد يُذيب أى فروق , شيئاً فشيئ يختفى من حياتها كل طعم و لون ليصبح همها الأول و الأخير فعل ما يحب زوجها بطريقة تجعلها تبدأ فى التنازل عن كل ما يميز شخصيتها و كيانها , فالخروج لزيارة الأهل و الأقارب مرهون بقدر إرتياحه لمن ترغب فى زيارتهم , و هواياتها المفضلة أصبحت إضاعه للوقت ( فى نظره ) و الكلام مع صديقاتها شبه منعدم حتى لا تنشغل عنه !
, و كلما قدمت هى التنازل بإختياراتها لأجله طلب هو المزيد و المزيد من الإنقياد و الإستسلام لما يرغب فيه بصرف النظر عن رغبتها من عدمه !!!
تمر الشهور و السنوات و كأن ما يجرى من سلبية و فتور هو أمر واقع مسلم به , و فجأه و بدون مقدمات تصطدم الزوجة المسكينة بخيط رفيع يصلها لخيانه زوجها ......... فتثور و تغضب ثم يخيم الغموض على المكان و بعد أن تفيق الزوجة من وقع الصدمة المؤلم نجدها تتحول إلى إمرأة أخرى أكثر قوة و نشاط و تحدى و جاذبية !!!!
هكذا تُصاغ أغلب الروايات الزوجية التى تتداولها النساء لإشباع رغبه داخلية بالإنتصار و التحدى ............... , لكن هل وقوع الخيانة شرط لتتغير المرأة و تستكشف نقاط قوتها ؟
أعلم أن كثير منكن تهنأ بحياة سعيدة و مستقرة ( هكذا أرجو ☺) لكنى أكاد أُجزم أن الغالبية العظمى منكن وقعت فى هذا الفخ , ربما بفعل الطبيعة الأنثوية و المشاعر المخملية التى تتزوج كل فتاة و هى تحملها فى طيات قلبها و تأمل أن تعيشها , و تظن مخطأة أن محاولة التملق و التشابة بينها و بين زوجها و إن كان تشابة مزيف يُعجل من تحقيق حلمها , و بعد فترة ليست بالطويلة من الشد و الجذب تستسلم و تنصاع لزوجها فى كل شئ , فلا يتوقف الأمر عند حقوقه ( حيث لا جدال على أن لكل من الزوج و الزوجة حقوق و واجبات لا مجال للإختلاف أو للهوى فيها ) و لكن حين يصل الحال إلى مسح الزوجة لكل إختلاف يتنافى مع تفضيلات الزوج و رغباته هنا تكمن المشكلة !!!
العجيب فى الأمر أن المرأة لا تنظر للمرآة بصدق و تنظر لحقيقة نفسها التى دفنتها بإرادتها إلا حينما تصطدم بخيانه زوجها و كأنها فى لحظة الألم و الخوف تستوحش من كل أحد إلا نفسها التى تجاهلتها طويلاً .
لا تجعلى حُبكِ لزوجكِ يدفعكِ لظلم نفسكِ و إهمالها لأن معالمتكِ لنفسكِ هى المعيار الذى يتعامل به الآخرين معكِ بما فيهم زوجكِ !
أحبى نفسكِ و دلليها لينعكس ذلك على علاقتكِ بزوجكِ و أبناءكِ , و لا تنتظرى أن يقع حدث جلل كالخيانة حتى تجددى من حياتكِ و ترممى أى شقوق قد تهدد صرح علاقتك بزوجكِ , نعلم أن المرأة القوية هى التى تصمد وقت المصيبة و تستعيد زوجها من براثن الخيانة الزوجية , و لكن المرأة الأكثر قوة و ذكاء هى التى تقى زوجها و تحمى أسرتها من التعرض لمثل هذه الأوبئة التى تفشت فى الكثير من المجتمعات .
ألقاكن على خير ☺ دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق