نخطوا اولى خطواتنا على صدى تشجيعهم
و نحيا اولى سنواتنا ملتصقين بهم
ثم نكبر فى ظل توجيهاتهم
و تمر سنوات أعمارنا و لا تزال الرعاية و رضا الرحمن ببركة دعاءهم
و لا يتوقف الأمر بالإنفصال الجزئى و إنشغالنا بحياة جديدة و تغير فى الأدوار من إبنه مدللة لزوجة و أم بل يمتد فضلهم و أثر ما تعلمناه من صمتهم قبل كلامهم يُغلف كل تصرفاتنا و توجيهاتنا لأبناءنا دون أن نشعر !
رحم الله أباءنا و أمهاتنا أحياء و أموات و جزاهم عنا خير الجزاء
- هل توجد أم تخسر محبة أبناءها ؟
والسؤال الأدق / هل توجد أم تمثل عبء ثقيل يدفع أولادها للعقوق ؟
قد تتعجب الكثيرات من هذا السؤال , لكن إن أمعنتى النظر فى المحيطين بكِ قد تجدينها تظهر بوضوح أم تخطئ فهم الأمومه و بدلا من أن تكون عبيراً يُعطر حياة أبناءها جعلت من نفسها عبء يُثقل كاهلهم !
الأمومة نعمة كبيرة حُرمت منها الكثير من النساء و لكن الأصعب من الحرمان أن تُرزق إحداهن طفلاً ثم تتعامل معه بقسوة و عنف و تجعل منه متنفس لغضبها من زوجها , تضرب و تعنف و تهين و تكسر فى قلب الطفل معانى الإحترام لتُخرج للمجتمع شخصية ضعيفة مهزوزة و عندما تهرُم تُطالبه بالبر و الإحسان !
- تألمت عندما أخبرنى طفل عمره لا يتجاوز السبع سنوات أنه يكره أمه :( و يتمنى لها الموت !!!
متى تعلم هذا الطفل مشاعر الكره ؟؟؟
و عند البحث أدركت أن الأم تتعامل معه كدمية تفعل بها كل أنواع التعذيب بدعوى التربية و تقويم السلوك !!!
أبناءنا هدية من الرحمن لا نملكهم بل هم أمانه فى أعناقنا لفترة ما أسرعها , ثم سرعان ما يشق كل منهم طريقة فى الحياة و يحمل معه ما تركناه من أثر سلبى أو إيجابى يبقى هو ما يربط ذكرانا فى نفوسهم و يُداعب خيالهم عند الترحم علينا .
و
غالباً فإنه لا توجد أم عاقلة تقصد أن تتسبب فى تدمير نفسية أبناءها و لكن الجهل قد يجعل الكثير من الأمهات تأذي و هى تعتقد أن ما تفعله هو عين العقل !!!
ليس عيب أن نجهل كيف نُربى أبناءنا التربية السليمة فنسأل و نبحث و نقرأ عن أفضل طرق التعامل مع هذا الكنز الذى وهبنا الله إياه , و لكن العيب أن نعتقد بجهل أن إستخدام العنف و الإهانة و القسوه هو سبيل التربية و الحماية من , الكثير من الأبناء يفتقدون للحضن الدافئ و مشاعر التقبل و الإحترام لتعزز مناعتهم ضد ما يواجهونه من تزيين للإنحرافات . يفتقدون الأم التى تسمع و تُشارك و تناقش برويه .
الكثير من الأزواج و الزوجات يحملون الكثير من الالآم النفسية و الرواسب السلبية و يعانون فى تربية أبناءهم و السبب الرئيسى هو قسوة الآباء و الأمهات عليهم فى الصغر. يعنى أن ما نبنيه اليوم فى نفوس أبناءنا لا يؤثر فقط عليهم و لكن قد يتسبب فى صنع جيل من الأحفاد يرث النجاح و الصحة أو العكس !!!
أعيدى ترتيب أفكاركِ و نظرتكِ لأبناءكِ , إرسمى خطة واضحة المعالم عالية الهمة لما تُحبى أن ترينهم عليه فى المستقبل القريب دون قسوة أو تحكم بل بحب و وعى و إحترام و تفاهم , إحرصى على أن يكون ما تزرعينه فى عقول ابناءك عون لهم لإكمال طريقهم فى الحياة بعقيدة سليمة و نفسية متزنة . ليكن لكِ منهم كل الحب و التقدير و البر دون أن تطلبى , و حاذرى من القسوة و الضغط فقدرتكِ عليهم اليوم ستتلاشى فى الغد القريب و لن تجنى إلا إنعكاس ما قدمتِ من حب و إحتواء .
ألقاكن على خير , دمتم فى رعايه الله و حفظه ♥♥♥.
تأليف : أ / نسمة النادى .
للتواصل معي عبر :- facebook & twitter
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق